الوصف

على شفا (رواية)
للكاتبة مريم سبع

مادامت لم تحظ بموافقة الأقدار، كل مشاريعنا أحلام. نعم نحلم، الأقدار لا.. ليست بحاجة إلى ذلك، مادامت من يصنع القرار.

نخطط لأقدار لا تُنفَذ لنا، ومع هذا لا نستطيع إلا الإذعان، الطاعة.. إزّاء أقدار تعصي آمالنا، تعصي أحلامنا.

لا أحد يعلم، ومن علم فلا يفهم.. كيف تمضي هذه الحياة؟ تتكتم حركة قدميها تحت ثوبها الذي لعقت به مآسي الأرض فصارت تجر أدرانه التي شحب لها سوادُه وسوادَه في آن واحد.. لغز محير مضيها من الأزل وحتى ما يكاد يكون الأبد، لغز.. كم اشتهت كشفه الألباب حتى سال لها اللعاب، لكنها يا حسرة! تدفعه لعله يخر، جدار حصن منيع .. بإصبع مكسورة.

هل تساءلنا يوماً عن حقيقة الفرق بين الطبيب وعامل النظافة؟ عن المسافة الماوراء ظاهرية بين هذين؟ كم هي يا ترى؟ ألف ميل؟ خمسون سنة ضوئية؟ أم … ((0.01)؟

لقد كان من الممكن أن تكون شيئاً بعظمة جبال تهامة، لكنك لا أحد.  كان من الممكن أن تكون لا أحد، لكنك أعظم من جبال تهامة. لقد كان من الممكن .. ((لو)) أنه المنطق الحاكم لا الفوضى، لكنها الفوضى الحاكمة.. لا المنطق.

ما نحن إلا قصص.. كلنا.. مجرد قصص متنقلة.. لو أقلامها فلسنا بكتابها.. إن للقدر لسلطاناً لا يقهر! في الأخير ستسير… صدقني… رغم إرادتك.. نحو إرادته ستسير.